كتاب (صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل)
المؤلف الشيخ/عبد الفتاح ابو غدّة
الناشر / مكتبة المطبوعات الاسلامية
ذكر المؤلف في كتابة صور من أخبار العلماء المتقدمين ووقائعهم وشدائدهم في تحصيل العلم، وكيف كانت ظروفهم المادّية ،والعقبات التي واجهوها في طلب العلم،بل كيف كانت حياتهم مملوءة بالتقشف والخشونة وقلّة ذات اليد ، هذا الكتاب مهمٌ جدا لطلبة العلم ،حتى يدركوا كيف وصل العلم إليهم ،عبر العصور والازمان.....
قسم المؤلف الكتاب إلي ست جوانب من حياة العلماء.
الجانب الاول /في أخبارهم في التعب والنصب والرحلة في طلب العلم،وقطع المسافات.
الجانب الثاني/ في اخبارهم في هجر النوم والراحة والدّعة وسائر اللذّات.
الجانب الثالث/ في أخبارهم في شظف العيش ، ومرارة العيش وبيع الملبوسات أو المفروشات.
الجانب الرابع /في أخبارهم في الجوع والعطش في هواجر الايام والساعات.
الجانب الخامس/في اخبارهم في العُرْي الدائم ونفاد المال والنفقات في الغربات
.
الجانب السادس/ في أخبارهم في فقد الكتب أو بيعها والخروج عنها اونحوذلك عن الملمّات .
الخاتمة /استخلص فيها المؤلف مايستفاد من هذه الصفحات من الحقائق والنصائح البالغات....
هذه لمحة بسيطة للكتاب ،ولوملكت هذا الكتاب بصكٍّ شرعي فقد ملكت كنزا عظيما.....
وأذكر لكم قصة أعجبتني كثرا ،ووقفت متأملاً كيف وصل به الحال حتى اضطر لبيع أغلى ما عنده
قال القاضي شمس الدين ابن خلّكان في كتابه (وفيّات الأعيان وأنباء أبناء الزمان) فيترجمة الشريف المرتضى أبي القاسم(علي ابن طاهر) حكى الخطيب ابو زكريا يحي بن عليالتبريزي اللغويّ ،أن أبا الحسن علي ابن أحمد الفالي الأديب، كانت له نسخة منكتاب(الجَمْهَرة)لابن دُرَيْد في غاية الجودة، فدعته الحاجة إلى بيعها فاشتراهاالشريف المرتضى ابو القاسم بستين دينارا، وتصفّحها فوجد فيها أبياتا ً بخطّ بائعهاأبي الحسن الفالي المذكور
يقول فيها :
أَنِسْتُ بهاعشرين حولاً وبعتها..................لقد طال وَجْدِي بعدها وحنيني
وما كان ظنِّي أنِّيسأبيعُها....................ولو خلّدتني في السُّجون ديوني
ولكن لضعفٍ وافتقارٍ وصبية..............صغارٍعليهم تستهلُّ شؤوني
فقلت ولم أَمـْلِك سوابق عَبْرَتِي ................مقالة مكويّ الفؤادحزينِ
وقد تُخْرِجُ الحاجاتُ يا أمَّ مالكٍ ................كرائمَِ من ربٍّ بهنَّ ضَنِينُ
فأرجع النّسخة إليه وترك له الدنانير، رحمه الله رحمة واسعة
فتأملأخي الكريم...كيف دعته الحاجه إلى بيع أغلى مايملك وكيف صبروافي حياتهم رغم ضيق المعيشهوقلة ذات اليد ومع هذاأصبحوا علماء الأمة
أسأل الله لنا ولكم التوفيقوالسداد
منقول