الحب في الله
الحمد لله وحده , بيده ناصيتي , وله الأمر كله ...
والصلاة والسلام على خير خلقه محمد بن عبد الله ,
وعلى آله وصحابته ومن والاه .. ثم أما بعد ,
في هذه الزمان حوَّل الحب في الله إلى حب الشيطان ولهذا أنا
لخصت في موضوعا ولكي يوصل إلى الهدف النبيل ألا وهو
الحب في الله وليس الفالح الذي يحب في الجمال والمال وغيرهما
ولكن الفالح الذي يحب في الله ...والآن نبدأ الحديث بيني وبينكم : ــ
ومعنى الحب في الله : لم يكن الناس في جاهليتهم يعرفون شيئا اسمه
(الحب في الله),وكانت العَلاقات التي تربط بعضهم ببعض علاقات
منشؤها الأرض أو النسب,أوماشابه ذلك,فجاء الله بنور الإسلام,
وتتما بتلك العلاقات,فجعل علاقة الدين أرفعها وأجلها,
ورتب على هذه العلاقة الأجر والثواب,والحب والبغض,فنشأ مع
الإسلام مصطلح:الأخوة في الله,والحب في الله.
فالحب في الله : هي محبة المسلم لما فيه من خصال الخير
والطاعة لله تعالى , فليست لأجل المال , ولا النسب ,
ولا الوطن , ولاغير ذلك .
من فضائل الحب في الله : ـ
1/محبة الله تعالى للمتحابين فيه,فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ
عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أن رجلاً زار أخاً له في قرية
أخرى, فأرصد الله له على مدرجته ملكاَ,فلما أتى عليه
قال:أين تريد؟ قال:أريد أخاً لي في هذه القرية,
قال:هل لك من نعمة تربها؟ قال:لا,غير أني أحببته في الله عزوجل,قال:فإني رسول الله إليك أن الله قد أحبك كما أحببته فيه)
رواه مسلم.وفي الحديث القدسي
(وجبت محبتي للمتحابين فيَّ,والمتجالسين
فيَّ,والمتزاورين فيَّ,والمتباذلين فيَّ))رواه مالك.
2/المتحابين في الله تعالى في ظل عرشه يوم لاظل إلا ظله,
قال عليه السلام
سبعة يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله...
ورجلان تحابا في الله, اجتمعا عليه, وتفرقا عليه...)رواه البخاري.وقال عليه السلام
إن الله يقول يوم القيامة:
أين المتحابون بجلالي,اليوم أظلهم في ظلي يوم لاظل إلا ظله)رواه مسلم
3/الحب في الله من أسباب دخول الجنة,قال عليه السلام:
(لاتدخلون الجنة حتى تؤمنوا,ولا تؤمنوا حتى تحابوا...)رواه مسلم.
صفات من اختار أخوته ومن تجتنب : ـ
لما للصاحب من تأثير على صاحبه فالواجب على المسلم أن يعتني
بمن يختاره لصحبته,ولذلك قال النبي عليه السلام:
(الرجل على دين خليله,فلينظر أحدكم من يخلل)رواه أبو داود.
ومن أهم الصفات التي ينبغي اتصاف الصاحب بها : ـ
(أ)أن يكون ذا دين وتقوى,بخلاف من ليس كذلك,ولكل منها
علامات يعرف بها,فعلامة ذي التقوى:حرصه على فرائض الله,
كالصلاة ونحوها,ونظافة لسانه من السب واللعن والغبية وغيرها,
ونصحه لصاحبه,ومحبته للصالحين,وبُعده عن الرذائل والفواحش,
وإعانته على الطاعة وتثبيطه عن المعصية,ونحو ذلك من الصفات,
وعلامة ضده بضد ذلك,والله الموفق.قال تعالى {الأخلاء يومئذ بعضهم
لبعض عدوٌ إلا المتقين}سورة الزخرف.وقال النبي عليه السلام:
(لا تصاحب إلا مؤمنا,ولا يأكل طعامك إلا تقي)رواه أبو داود.
(ب)أن يكون عاقلا, فلا خير في صحبة الأحمق, لأنه قد يريد نفعك فيضرك.(ج)أن يكون حسن الأخلاق, فسيء الخلق ضرره إليك واصل,ولو لم يكن من
ذلك إلا أنه قد يعديك بسوء طباعه,أو يؤذيك بكثرة خصامه،.
(د)أن يكون صاحب سنة,وإياك وصاحب البدعة,فإنه يجرك إلى بدعته,
ولا أقل من أن يشوش فكرك,ويؤذي خاطرك.
حقوق وآداب الأخوة : ـ
للأخوة آداب, القيام بها مشعر بصدق هذه المحبة في الله تعالى,فمنها:
1/السلام,والبشاشة عند اللقاء,قال النبي عليه السلام :
لاتحقرن من المعروف شيئا,واو أن تلقي أخاك بوجه طلق)رواه مسلم.
2/الهدية,ولها أثر كبير في زيادة المحبة,وإذهاب مافي النفوس,
قال عليه السلام
تهادوا تحابوا)رواه البخاري.
3/الدعاء له , قال عليه السلام
مامن عبد مسلم يدعو لأخيه
يظهر الغيب,إلا قال الملك: ولك بمثل)رواه مسلم.
4/إخباره بهذه المحبة,قال عليه السلام
إذا أحب الرجل أخاه,فليخبره
أنه يحبه فيقول له:إني أحبك في الله,ويرد عليه:أحبك الذي أحببتني له)
رواه أبو داود.
5/الزيارة,والأفضل كونها بين فترة وأخرى,لاقليلة فتنتج الجفاء,
ولا كثيرة فتؤذي إلى السآمة والملل.قال عليه السلام
زُر غباًّ تزد
حبا) رواه البزار وقيل زر غباًّ تزد حبا فمن أكثر التكرار أقصاه
الملل.
6/المعونة,وقضاء الحوائج,وأعلى مراتبها:تقديم حوائجه على حوائج
النفس,وأوسطها:القيام بحوائجه من غير طلب منه,مع كونها غير
متعارضة مع حوائج النفس,وأقل ذلك : القيام بحوائجه بعد طلبه.
7/ستر معايبه,وحفظ سره والقيام بحق النصيحة بأدب وستر,والدفاع
عن عرضه,والتجاوز عن زلاته,وحسن الخلق معه, وغير ذلك.والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته